نحن مجموعة من الأطباء الأردنيين المغتربين في ألمانيا، تركنا بلدنا العزيز الأردن وتركنا وراءنا أهلنا وأحبابنا طالبين العلم والرزق. لكنّنا لم نهجر أهلنا ولا وطننا، فما زالت قلوبنا معلقةً بتلك الديار التي ربينا فيها، وبأهلنا الذين ما فتئنا نذكرهم وقلوبنا معهم.
ورغم كل ما وصلنا إليه في غربتنا، فإنّ علينا دينًا لمن سهر الليالي علينا لنصل إلى ما حققناه، ودينًا للوطن الذي تعلمنا في مؤسساته التعليمية، والأهل الذين أغدقوا علينا ساعة حاجتنا. فحق علينا أن نرد ولو جزءًا يسيرا من هذا الجميل. وبعد استقرارنا في ألمانيا، علمنا أن جهودنا لن تثمر إلا بتوحدنا في كيان يجمعنا، كيان نحقق من خلاله أهدافنا وأمانينا.
وعليه فقد رغبنا أن نساعد زملاءنا الراغبين في القدوم إلى ألمانيا، ونزودهم من خبراتنا، فتكون طريقهم أيسر، والأخُ في عون أخيه. أحببنا أن نتعاون فيما بيننا على التأقلم وفهم المجتمع الغريب الذي انتقلنا إليه، فنكون بذلك مرجعا من الخبرات المتراكمة التي سيستفيد منها القادمون الجدد.
نرغب في أن نقف معًا صفا واحدا في وجه أي شكلٍ من أشكال الظلم أو التمييز التي قد نواجهها في مجتمعٍ جديد تحاول فيه أقلية أن تنمي العداء للقادمين الجدد. نريد أن نتعاون فيما بيننا في المجالات العلمية والطبية، حتى نتطور ونكبر معًا، ليكون الطبيب الأردنيُّ علمًا يحتذى به في ألمانيا، وتكون سمعتنا طيبةً دوما، وعملنا مخلصًا لله وخيرًا وصلاحًا للبشرية.
نطمح أن نكون جسرا تقدّمُ عبره المعونة لوطننا الحبيب، وطريقا لدعم النظام الصحي في الأردن الحبيب، وسنبذل في ذلك قصارى جهدنا، فنحن نسعى لأن يكون الأردن منارة للطب والعلم. نريد أن نيّسر لمن رغب من زملائنا بالعودة إلى ديار الوطن وإلى الأهل والأحباب، وأن نعمل معًا على تذليل الصعاب التي تواجه العائد إلى وطنه.
وبما أن هذه الأهداف جميعها لا يمكن تحقيقها فرادى، فنرجو من الله العلي القدير أن يمن علينا باليمن والبركة، وأن ييسّر لنا أسباب النجاح لما فيه خيرنا وخير أهلنا وصلاحنا.
قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
أخوكم د محمد عبد الهادي
رئيس جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا